Admin الكينج
♥ مشاركاتى♥ : 240 ♥عمرى♥ : 33
| موضوع: ثقافة الموت وموت الشعور الإنساني الثلاثاء يوليو 02, 2013 3:14 pm | |
| شعور واحد ينتابك هذه الأيام وأنت تشاهد الموت اليومي عبر شاشات التلفزة , وكأنه الخبز اليومي للإنسان بشكل عام والإسلامي والعربي بشكل خاص, هذا الشعور هو عدم الإحساس بالإنسانية , كيف ولماذا ؟ كيف ؟ لأنه يدخل ضمن إطار خطة قتل الشعور الإنساني, لتصبح ثقافة الموت هي السائدة وهي التي يجب أن نتعايش معها وفيها, ولنعد إلى الوراء قليلا, فالشعور الإسلامي, والشعور الإنساني هو حساس جدا إزاء مشاهد القتل والدماء, وهذا يؤدي إلى ردات فعل محسوبة وغير محسوبة, وبالتالي فالمتضرر الأول والأكبر في منطقتنا هي دولة الكيان الإسرائيلي المصطنع، ومن هنا اعتقد أنهم وصلوا إلى نتيجة, أنه يجب قتل الشعور لدى المسلمين خاصة ولدى الإنسان عامة, فالمسلم لديه قضية مركزية مقدسة تدخل في صلب عقيدة الجهاد وبالتالي في صلب الدين الإسلامي, ومن هنا فردة الفعل الطبيعية على القتل ضد المسلمين في فلسطين تحديدا, هي الجهاد من خلال العمليات الاسشهادية وقتال العدو بشكل عام وبكل الوسائل, وهذا هدف بالنسبة لعدو وهو قتل الشعور كما قلنا حتى تقتل ردات الفعل. يقوم مديرو أجهزة الإعلام بوضع أسس عملية تداول " الصور والمعلومات" ويشرفون على معالجتها وتنقيحها وإحكام السيطرة عليها، تلك الصور والمعلومات التي تحدد معتقداتنا ومواقفنا، بل وتحدد سلوكنا في النهاية. فهم يعمدون إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع حقائق الوجود الاجتماعي، لذلك يتحولون إلى سائسي عقول.حيث يعملون على إنتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة أو أن يرفضها، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، ليست في الواقع سوى أفكار مموهة أو مضللة. إن تضليل عقول البشر، هو على حد قول باولو فرير"أداة للقهر". فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى " تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة". فباستخدام الأساطير، التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود، بل وتضفي عليها أحيانا طابعا خلابا، يضمن المضللون التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في المدى البعيد المصالح الحقيقية للأغلبية، وعندما يؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح، تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير اجتماعية بديلة. وأكبر مثال يدلل على ما تم ذكره من تضليل وتسييس عقول الجماهير ما تشهده ساحات العالم العربي والفوضى وعدم وجود هدف حقيقي لما يجري سوى خدمة لنخبه الدول المحتلة والشركات متعددة الجنسيات وخدمة إسرائيل. أما إنسانيا فالسبب إن الإنسان بحد ذاته في الكرة الأرضية وعندما يشاهد منظر القتل ويسمع أيضا صيحات النساء والأطفال, يكون له ردة فعل تتلخص في تأييد هذاالشعب المظلوم ويتحول هذا التأييد إلى منابر دولية, وبالتالي يكون مضاد للمشروع الصهيوني في المنطقة, وهذا ما لا يريده العدو ومن مع العدو. ومن هنا دعونا نعود قليلآ إلى ما جرى في مخيم جنين عام 2002 عندما اقتحمت قوات العدو الإسرائيلي هذا المخيم وكان العالم كله يشاهد ما يجري ويسمع بنفس الوقت، وطبعا كان الشعور الطبيعي للإنسانية هو الشعور بالحزن والآسي والغضب بنفس الوقت, فعندما كنا نسمع النساء عبر الهاتف ومن خلال شاشة الجزيرة والعربية وهن يستصرخن العالم بكل ما يعنيه من إنسانية, أيا كان مسلما أو إنسان كإنسان, عندما كنا نسمع ذلك, كان الكلام يتوقف كما تتوقف الأنفاس, ولكن للأسف تعودنا بعد فترة على هذا النمط من الحزن الممزوج بالدماء والأشلاء , وأصبح النداء الإنساني لا معنى له ولا يوجد من يجيب لصرخات الثكالة والأطفال والشيوخ, وهنا جاء الوقت المناسب لأعطاء ما تبقى من دواء يمكن ان نسميه , دواء عدم الشعور الإنساني,وبداية الوقت الملائم لإعطاء هذه الجرعات من الدواء كان مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى, بتاريخ 28 – 9 – 2000 , عندها بدء المسلسل, مسلسل إعطاء الجرعات المناسبة للدواء وعلى دفعات مدروسة, فكان مشهد قتل الطفل محمد الدرة في حضن أبيه, ونقل الحدث على الهواء مباشرة ( قتل بشكل مباشر, وبنفس الوقت قتل للمشاعر الانسانية ايضآ بشكل مباشر ) اذكر بالمناسبة إننا عندما كنا نرى شهيد من هنا أو شهيد من هناك كان يتوقف الهواء وليس الكلام فقط, عندها نتوقف عن الطعام إذا كنا نأكل وعن الشرب إذا كنا نشرب, نشعر بحنق شديد وحزن عميق, كان يمكن للمقاتل أن يترجم هذا الغضب بعمليات استشهادية, وبالقلم بالنسبة للكتاب والمثقفين وما إلى ذلك, بمعنى الكل ينفس غضبه عبر وسيلته التي يملكها, المهم أن الشعور الإنساني في ذلك الوقت كان طبيعيا, ولو بنسب متفاوتة, ومن ثم كانت الجرعة الثانية من الدواء وكانت تعطى بشكل اسبوعي فكنا نرى القتل يتزايد وبشكل متواتر, فالأسبوع الأول كان عدد الشهداء خمسة أو ستة, أصبحنا نرى في الأسابيع الأخرى تزايد في أعداد الشهداء, وكل ذلك عبر شاشات التلفزة وبشكل مباشر صوت وصورة ، وبلون أحمر صافي,وصوت الأنين والآهات من النساء والأطفال, إلى أن تعودنا من خلال النظر ومن خلال السمع, سماع استغاثة النساء وحتى الرجال, ولا نستطيع أن ننسى على سبيل المثال ذلك الصوت ( مات الولد مات الولد ) وهو إشارة إلى عملية اغتيال الطفل الشهيد محمد الدرة, وأصبحنا مدمنين على تلك المناظر, وعلى تلك الأصوات, مناظر القتل والإجرام , أصبحنا مهجنين, ومدمنين على تلك الجرعات من الدواء, إلى أن وصلت أعداد الشهداء في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص إلى العشرات بل المئات, ومن هنا أصبح النظر والسمع يسمعها ويراها وكأنها دعاية لفرشاة الأسنان, أو إلى نوع من الصابون, لا ننظر إليه الا بشكل عابر دون إحساس, وهنا وصلت هذه الثقافة, ثقافة الموت إلى مبتغاها من خلال ذلك الدواء الذي وصلنا عبر شاشات التلفزة. يرى المضللون الإعلاميون بأن الطبيعة الإنسانية تتطلب ـ للأسف ثماني عشرة ساعة يوميا من الإيذاء والقتل. إن الكتاب المؤلفين الذين يفسرون النزوع الإنساني للعدوان والنهب برده إلى السلوك الحيواني تلقى سوقا شديدة الرواج. أن المرء لا يستطيع أن يتجنب ما يصادف يوميا، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سلوكا لا يمت بفظاعته للإنسانية بصلة.كما أن النتائج الاجتماعية للفرضية القائلة:بأن الطبيعة الإنسانية تقوم على الخطيئة في المزيد من التخبط، والافتقار الكامل للقدرة على معرفة أسباب الداء، وبالتأكيد انعدام القدرة على اتخاذ أي خطوة لعلاجه. لذلك يعمل المضللون على إخفاء شواهد وجوده، أي أن التضليل يكون ناجحا عندما يشعر المضللون بأن الأشياء هي على ما هي عليه من الوجهة الطبيعية والحتمية. وذلك أن التضليل الإعلامي يقتضي واقعا زائفا هو الإنكار المستمر لوجوده أصلا.فنجده يبشر بمستقبل عظيم وتحول الأنظار عن نقاط ضعفه المتفاقمة. واليوم وصلنا إلى ما نراه من قتل بالآلآف في الدول العربية والله أعلم ما هي الأعداد القادمة لتقديم قرابين على مذبح الحرية الذي يحلمون بها ولا نعلم هل حقا كل ما يجري هو حلم للديمقراطية أم ديمقراطيه تم تفصيلها أمريكيا وإسرائيليا لخدمة مصالحهم الخاصة وليموت من يموت وليُخرب العالم العربي مقدراته وبلاده وبيوته بأيديهم وأيدي الكفار الذي ضحكوا علينا بشعارات الحريات وحقوق الإنسان وحوار الحضارات والأديان. شعوب أفسدتها الأنظمة العميلة السابقة والتي باعت وخانت واجبها خدمة للعدو، ليأتي بعد حرقها وانتهاء أدوراها الشعب والشباب والثوار تحت شعارات تم دراستها في معاهد ومصانع العدو المحتل والمستفيد الأول والأخير من كل ما يجري في العالم العربي والإسلامي ليبيعوا ويخربوا ما بقى ولم يتم بيعه.وتكون أيدي المحتلون أيدي نظيفة غير ملوثة بما يجري فهم فقط يمارسون سياسة فرق تسد، والشعوب العربية تنفذ بأيديها وتلوثها بالدماء مخططات العدو خدمة لمصالحه. *المتلاعبون بالعقول ـ تأليف/ هربرت أ.شيللر ـ ترجمة/ عبدالسلام رضوان.
| |
|